غربان طائرة
@ViewBag.BookData.SubTitle
-
كتب بواسطة: كاميران حرسان
تتحدث رواية "غربان طائرة" للشاعر والروائي والمترجم الكردي السوري كاميران حرسان، عن رحلة بطلها جان دار الذي أخرجته أحلامٌ كبيرةٌ من أرضهِ طائرةً به إلى بلاد الغربة في السويد، حيث وجدَ نفسهُ أباً لثلاثةِ أطفالٍ، مفعماً بسعادةٍ مجنّحةٍ، طارتْ على حين غرّة كغربانٍ رماديّةٍ عندما باغتتْ عشّهُ أفعى "السوسيال".
لرواية "غربان طائرة" رأسان، رأسٌ في الشرق وآخر في الغرب، وجذعٌ ملتفٌ تحتهما، منفصلٌ بجذورهِ عن التراب. يتّكئ فيها كاميران حرسان على محطّات ومواقف من سيرته الذاتية ليروي قصّةَ جان دار الذي يعاني من المظالمِ الاجتماعيّةِ التي يعتبرها ملوَّثة بسياساتِ الدولةِ العميقة إزاء الأسرِ الأجنبيّة في السويد.
قصّةُ جان دار هي مأساةُ كلِّ أبٍ وقفَ ثابتاً خلفَ فكرةٍ أرادَ بها أن يُحافظَ على الأسرةِ سليمةً مرصعةً بالطموح والأحلام بمنأى عن فكرةٍ أخرى تُقوِّضُ أركانها الراسخةِ في تربة ثقافةٍ مغايرة.
يتقصّدُ الكاتب عبرَ مجريات الرواية أن يجعلَ من جان دار بطلَهُ المهزوم شعلةً تنير ما يدور في دخيلة المجتمع السويدي من أعمال رماديّة مثيرة للجدل خاصةً بين ذوي الأصول الشرقية.
الروايةُ بغربانها الطائرة هي بمثابة صكٍّ مكتوبٍ يوثِّقُ ممارسات "السوسيال" بحقِ الأسرِ الأجنبية، مستخدمةً مواردَ الدولةِ لتحقيق الاندماج المزعوم في مجتمعٍ يريدُ أن يصبغَ كلَّ ما فيهِ بمعاييرهِ الخاصّة التي لها صنمٌ في كلِ ساحة وعينٌ في كلِّ بيت.
تُرفعُ الأقنعةُ في "غربان طائرة" عن الوجوه حيث يبرزُ الزيفُ كحقيقةٍ في أوجهِ السعادةِ المستهلكة للأحاسيسِ والمشاعر لدرجةٍ باتتْ على شفيرِ الانقراض، في مجتمعٍ لا يؤمنُ بجدوى غرسها كأزاهير بينَ صروحِ المصلحةِ العامةِ وقوانينها المسقوفة بالبلادة المطلقة.